الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

الحدوتة التانية



الحدوتة دى متفائلة شوية ودى إهداء منى لصاحبتى محبة الشعر بناءاً على طلبها أنها عاوزة قصة متفائلة، والمرة دى بنوتة حلوة ولطيفة وصاحبتى من زمان ، النوع بقى الشقى المدردح اللى واخد باله من نفسه، وتلاقيه زى الورده اللى بتفتح قبل الآوان وبتكون وهى ماشية فى أى شارع شخص لافت للنظر، دى أول واحدة من صحباتى  جابت لى أول صباع روج فى حياتى، وكنا أصحاب قوى، وعلى قد شقاوتها كانت مؤدبة يعنى ما اتحجبتش مثلا إلا بعد التخرج والجواز، كانت بتحط مكياج من وأحنا فى ثانوى، وبتروح للكوافير تظبط نفسها وشعرها، وتلبس الهدوم القصيرة المكسمة عليها، حتى بعض المدرسين من المتصابين حاولوا يتقربوا لها، لكنها كانت بنت جدعة على قد أنوثتها كانت جدعنتها ودا يمكن شىء توارثته من مامتها اللى كان ليها شخصية قوية، ورغم أن باباها كان راجل طيب لكن كان ليها أخ بيشك فى صوابع أيده ومكهربهم، ورغم أن مامتها كانت بتحب تخلى بناتها الاتنين دلوعين ولطاف كده وما يخرجوش إلا وهما على سنجة عشرة لكن أخوها كان ليهم بالمرصاد.
المهم كنا بنحب بعض قوى وبينا عشرة طويلة إعدادى وثانوى وتختة واحدة ونفس الدروس وحتى الأكل كنا بناكل سوا يا فى بيتهم يا فى بيتنا، واتفقنا ندخل نفس الكلية بس يا خسارة فرقت على 5% أنا كنت مرحلة اولى فدخلت كلية البنات جامعة عين شمس وهى مرحلة تانية دخلت المنصورة، وكنا بنبعت لبعض جوابات قبل اختراع الموبايل والتويتر والفيسبوك، مش كده وبس كل ما تنزل البلد تفوت على بيتى الأول تشوفنى هناك ولا لأ ولو لقيتنى تقعد تحكى لى واحكى لها، كانت نشيطة أوى اشتغلت فى أتحاد الطلاب، وفى الأسر وكان ليها نشاطات، رغم عدم سعادتها بدخولها جامعة المنصورة اللى كنا بنعتبرها مش هتحقق أحلامنا فى تعليم ووظائف وحياة أفضل ، ناهيك عن أننا انفصلنا عن بعض، فى الأثناء دى حصلت كارثة جديدة، قررت مامتها بعد ما حصلت على ميراثها الأنتقال لبلد تانية ونقل العيلة كلها، وبالفعل تم تنفيذ قصة النقل دى وسط دموعى أنا وصاحبتى اللى فضلت تكلمنى على الأرضى وأكلمها على الأرضى ونتقابل كل فين وفين ونكتب جوابات لبعض، كنا متفقين أنا وصاحبتى أننا ما نحبش عيال، لأن الحب من زمايل فى الجامعة ده كله كان هيبقى لعب عيال وبالفعل نفذنا لأنها ما كانتش مستنضفة حد من زمايلها وأنا كنت فى كلية بنات، لحد كده ماشى. 

فى ثالثة جامعة بدأ شخص يتقرب لها عرف يوصل لها أزاى الأول فى التليفون أبو قرص ده فاكرينه هيكون بطل كل قصصنا تقريباً، وبعد كده بدات تتردد على البلد كتير رغم أن عيلتها كلها كانت نقلت، وبعدين المواصلات والجامعة، وفى النهاية المعتادة سابها وسط دموعها وانهيارها، اكتر حاجة وجعتنى أنها كانت من أقوى الشخصيات اللى قابلتها فى صحباتى اللى عرفتهم ما كنتش متخيلة أنها تنهار عشان شخص زبالة زى ده، وبعد كده وقفت جنبها ودعمتها، واعتقدت أنها مرت بفترة نقاهة خلصتها من التجربة دى وعرفت أن كل دى اشتغالات وهتتعلم تبقى جبانة زيى وتركز فى دراستها لحد ما يجى ابن الحلال ويخبط على الباب، ومن خاف سلم، لكن هيهات بعد شوية الزبالة اللى كانت عارفاه بدأ يحكى فى كل حتة عنها ويغزل قصص وأقاصيص عن علاقتهم والبنت ما كانش حصل بينها وبينه إلا خروجات بريئة ولما لاقاها بتتكلم فى خطوبة وجواز ومش بتاعة كده ولا كده خلع بالحجج المعروفة بابا مش موافق ، لسه هأكون نفسى، بنت خالتى مخطوبة لى من 100 سنة، المهم واحد من العيال الفراودة الأشقياء وصلت له الأنباء والبنت فعلا كانت زى الوردة، فحب هو كمان يقتحم الحدوتة ويسجل جون عشان يضاف لسجله الحافل، بس هى كانت وعيت الدرس لحد ما، كلمها وبعد شهور اتقابلوا قالت له يا خطوبة يا ما أعطلكش الواد كان اتشنكل بشكل عجيب كان ابن ناس أغنياء قوى ومن الشباب اللى شايفين نفسهم ومقضيانها سجاير وعربيات ولبس وسهر وبنات، كان فاشل فى التعليم خد معهد بالفلوس واشتغل فى مكان متواضع ما كانش حتى بيروحه، لكن طبعا سمعة أهله الطيبة والفلوس الكتير اللى كانت عندهم كانت مؤهلات توزن الكفة عند بعض الناس، وأتقدم لها ورغم رفض مامتها وأخوها إلا أنها أصرت وتمت الخطوبة ، وفى الوقت ده كان بدأ بيت أهل صاحبتى يحصل له عملية تفسخ أزاى مامتها فى بلد وباباها فى بلد تانية والعيلة اتفركشت، وبعد مشاكل كتيرة جداً وتحديات كتيرة قوى اتجوزت صاحبتى من حبيبها ابن الناس الأغنياء واتطلقت مامتها من باباها فى نفس الشهر، وبالفعل فى الأول عاشت قافلة عليه وعليها وهى فى منتهى السعادة والدلع والحب والرومانسية، وبدأت علاقتها بعيلتها تضعف شوية بشوية والأوضاع تتوتر بينها وبين مامتها بالذات بشكل قوى.
وبعد كام سنة من الجواز مات أبو جوز صاحبتى، وكانت خلفت بنت وولد، وورث زوج صاحبتى 100 فدان وفلوس وعقارات، ولأن الزوج عمره ما شقى ولا تعب فى الفلوس دى، ولأنه اتعود يصرف من غير ما يشتغل ولا يتعب، اتباعت الأرض حاجة بحاجة وطارت الفلوس فسح وعربيات وخروجات وأكل وشرب ولبس ومنظرة كدابة، ورغم أن مامته لسه عندها قرشين لكن رفضت تديه أى قرش لأنها لقيته مستهتر، والأنكى أنه ربنا يعافيكم أصابه مشكلة فى بصره صرف عليها كل اللى عنده، على فكرة كان هيتجوز على صاحبتى، واتعرضت منه للضرب والطرد، وبقى البيت ماشى بمرتبها حالياً القصة دى مغزاها إيه، هأقولكم أولا ما تستعجلوش على الحب قبل أوانه، ولا تستعجلوا على الارتباط من أى شخص من غير دراسة متأنية لشخصه بأكرر لشخصه هو، لو جالك مليونير وعاطل أو مش عنده طموح إياكى والارتباط بيه هيجى اليوم وتلاقى نفسك ضهرك للحيط ليس الفتى من قال هذا أبى وهذا عمى وذاك خالى ولكن الفتى من قال هانذا ، دين وأخلاق وثقافة وسمعة الراجل اللى هتجوزيه أهم مميزات تدورى عليها عند الراجل اللى هتحبيه أو تتجوزيه،أهلك ثم أهلك ثم أهلك، الأهل ما يتعوضوش وفى النهاية مرجوعك ليهم مهما كانت عيوبهم أو مشاكلهم، أوعى تفكرى بهروبك منهم هتتحل مشاكلك مهما كانت نارهم هتبقى أرحم من نار غيرهم، ما تعمليش فى أهلك اللى يجى يوم وتخافى من بنتك لتعمله فيكى، وأخيراً النصاحة مش أنك تتجوزى بدرى قبل كل البنات وتتجوزى الواد اللى كل البنات بتتكلم عليه، النصاحة أنك تتجوزى راجل كل الرجالة بتشييد بأفعاله وأخلاقه، ولو حبك يكرمك ولو كرهك مش هيظلمك، وما يقبلش أنك تبيعى علاقتك بأهلك حتى لو هتشتريه، والراجل اللى يبين لك أنه فرحان بده هيجى يوم ويقلق منك ويمكن يبيعك للسبب ده، وربنا مش بيسيب يمكن أمك أو أبوك يكونوا حاسين أو شايفين اللى انتى مش شايفاه، فى النهاية الصبر وعلاقتك بربنا هما الحماية والضمانة الأكيدة والوصفة السحرية هى الدعاء ثم الدعاء، وباعتذر لصاحبتى محبة الشعر حاولت أخلى الحدوتة متفائلة بس دى وقائعها الحقيقة زى ما حصلت وأنا وعدت أنى اكتب تجارب حقيقية.      

هناك تعليقان (2):

  1. معقول عشت وشفت نفسي مكتوبلي اهداء من كاتبة جميله وموهوبه زيك

    ردحذف
  2. والله يا وسومة انا فرحانه كتير وربنا ما يحرمني منك ابد
    القصة حلوة وانت عندك حق ودي عمزما نهاية متوقعة لاي واحدة بتستعجل
    وبعد ما كانت وردة مفتحة بقت شمعة مطفية

    ردحذف