الاثنين، 10 ديسمبر 2012

الحدوتة الثالثة




الحدوتة دى تبين أن كرم ربنا مالوش حدود وأن النصيب ماحدش بيقف قصاده، وأن أى بنت تعتقد أنها بتوقع عريس لما تلبس أخر موضة ولا لما تحط أحمر ولا أخضر، البنت دى أسمها أمال وهى من المنوفية، بنت ريفية سمرا لابسة خمار ولبسها مبهدل شوية، ملامحها عادية لا هى ملفتة ولا بتحط الأحمر ولا أخضر، ولا بتعرف تتكلم غير لهجتها الريفية ولما بتضحك سنانها الصفرا بتبان، أنا والله ما قصدت أبينها وحشة شكلا بس فعلا هى كانت بنت لما تشوفيها يمكن ما تحبيش تبقى صعببتها من صعوبة سلوكها وحدتها فى المعاملة، بس الحقيقة هى كانت طيبة، لما عرفتها كنا فى سنة 2 كلية كانت فى قسم تاريخ كنت أنا وهى وبنتين تانيين ، كنا ساكنين فى غرفة واحدة والسنة اللى بعدها لما بقينا أصحاب سكنت فى الغرفة اللى جنبى، مش عارفة أقولكم لما قابلتها ما حبتهاش أبدأ كنت حاطة حاجتى على سرير وبأتعرف على زمايلنا فى نفس الشقة فى المدينة، رجعت لقيتها رامية شنطتى على الأرض وواخدة السرير اللى اخترته قبلها، والدولاب ، ولما كلمتها قالت لى خدى أى سرير تانى ماحدش قالك تسيبى الأوضة وتروحى تلفى أنا جيت مالقيتش حد هنا وأى سرير مش هيفرق عن ده، ما جادلتش كتير عشان فهمت علطول أنها من النوع المقفول جداً بس عرفت أنها هتبقى سنة ما يعلم بها إلا ربنا، وقررت أتحمل لحد ما أشوف بقية شلة التعذيب لقيتها بنوتة لذيذة من السويس طفشتها أمال بسبب طبعها، وبنوتة من الغربية هى التانية كانت هربانة بسبب صعوبة الجو ، أما أنا بقى فخد صحباتى وعسكرت على السلم، ماهى أمال سبب تكوين جماعة السلم دى فاكرينها حكيت لكم عنها قبل كده، المهم نيجى لأمال بعد شوية بدأنا نتعود على طباعها، وأدركنا أنها طيبة جداً وبدأت أقرب منها، لقيتها حنينة بس هى اللى طبيعتها وبيئتها فرضوا عليها كده، باباها كان راجل صعب خطبها لأبن عمها وهى فى 3 ثانوى وهو كان دبلوم عشان الأرض تفضل بينه وبين أخوه، وكان مقاطع عمتها اللى أستولى على ميراثها، رغم عدم حب أمال لأبن عمها ورغبتها فى أنها تكمل تعليمها واعتراض أبوها وخطيبها على كده ، لكن فى السنة دى وبعد الامتحانات وقبل ظهور النتيجة عمتها تعبت تعب شديد أبوها العنيد اللى مقاطع أخته من سنين وقافل على بناته فى سجن سمح لأمال تروح تزور عمتها اللى ما شفتهاش من سنين هى وأختها الصغيرة، ولما راحت أمال قابلت ابن عمتها معيد فى كلية علوم شاب زى القمر متعلم ومثقف ومتدين، ودار بينهم حوار عن المستقبل، واستغرب الشاب من ثقافة أمال وتطلعها لمستقبل أفضل، وحكيت له أمال عن تصميم أبوها وخطيبها اللى أرغمت على قبول خطبته.                                                                     
وسمع لها الشاب وهو معجب بشخصيتها وإصرارها على مستقبلها وعدم اهتمامها بالميراث والأرض، ووعدها أنها بس تنجح وتقرر هتدخل كلية إيه وهو هيساعدها بكل قوته، وبدأ الشاب يوصل اللى انقطع بين والدته وبين خاله ويودهم كتير ويتردد عليهم، وده طبعا كان بيجنن خطيب امال ويثير حفيظته، لكن أبوها كان فرحان ان علاقته رجعت تتحسن بأخته وابنها الشاب اللى زى الفل اللى بدأ ينصحه ويخلص له مصالحه بفعل ثقافته وتعليمه ماهو كان جيولوجى والشاب كمان كان عاوز يقرب لخاله بكل قوته، وجت النتيجة ونجحت أمال وجبت مجموع كبير، وحاول الشاب الوفاء بوفاء، وكان بقاله حظوة عند خاله اللى اقتنع منه بأهمية استكمال دراستها وكانت دى أول خطوة كسب بيها احترام وحب أمال، وكانت العلاقة بين أمال وابن عمها بدأت تتوتر، خاصة لما بدأ الشاب يسافر معاها هى وباباها عشان يقدموا الأوراق فى الكلية، لحد ما اتخنق خطيبها وخيرها بين الجواز والكلية، وهى الحقيقة اختارت مستقبلها وكانت النهاية اللى كان الأب وقتها مش مستريح لها أبداً ورافضها، لكن الشاب تدخل وأنقذ البنت وأقنع الأب أن العلاقة مش متكافئة بينها وبين ابن عمها، وأنه نفسه يتقدم لها وهى مش مقتنعة أصلا بابن عمها، وفرحت أمال بخطوبتها لأبن عمتها لأن ده هيضمن لها مش جوازة متكافئة وبس، ومستقبل مضمون جنب راجل بيشجعها.
وبدأ الشاب يلاحظ إهمال البنت فى لبسها وكان من شروط الأب أن الشاب لو خطبها يفرش كل الأثاث ويتكفل بمصاريفها، وبالفعل الشاب بدأ يساعدها على انها تلبس كويس ويشترى لها ملابس جيدة وأنيقة والوان راقية، وكان بيهتم بكل تفاصيلها ومذكراتها، وكانت حياتها عبارة عن الكلية وخطيبها والمذاكرة، وكنا فى المدينة دى مع بنات ألسن واداب وتجارة،ولما كانوا بيعرفوا أن دى خطيبة دكتورة فى كلية علوم كانوا بيجوا يتفرجوا عليها ويستعجبوا لكن هى كانت مش مهتمة، كانت واثقة من ربنا ومن حب خطيبها ليها وتمسكه بيها واستمرت الخطوبة، لحد التخرج كان خطيبها جاب شقة متواضعة وفرشها، وقابلتها بعد التخرج بسنتين وعرفت أنها خلفت ولد، وبتكمل دراسات عليا، وأنها بتشتغل، وأنها فى أجازة عشان تقدر تخلص الماجستير وتكمل الدكتوراه، وأنه بيقعد مع ابنهم وساعات بيطبخ ويغسل الأطباق ويوضب البيت ويجيب الطلبات عشان يساعدها، مش كده وبس وافق على استضافة أختها الصغيرة اللى جت القاهرة تدرس ومع كانش لها مدينة، شفتوا بقى ربنا أزاى رحيم وبيبعت النصيب من غير سبب، أطلبى من ربنا وخليكى واثقة فيه الجوز مش بالشكل ولا بالغنى ولا بالفقر، والراجل الكويس ممكن يشوف أعظم بنت واحلى بنت لو اقتنع من جوه ولو كان ربنا مقدر لك نصيب معاه، النصيب يا بنتى مش شطارة مننا ، دى دعوة بنترجى بيها رحمة من ربنا وربنا ينولكم كلكم اللى فى بالكم.    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق