الاثنين، 24 ديسمبر 2012

الحدوتة السادسة

دى حدوتة عن زميلة لى فى العمل أكبر منى صحيح، لكن جمعتنى فى الأول زمالة العمل وبعد كده صداقتنا المشتركة بأقارب لينا بمعنى أنها كانت صديقة خالتى الروح بالروح، وأنا كنت صديقة أختها وزميلة دراسة لها من أول ثانوى لحد التخرج من الجامعة، وهى ببساطة البنت اللى تقدرى تقولى عليها طول بعرض بياض بحمرة وحلاوة، إضافة إلى أنها بنت ناس كويسين بجد اتربت تربية متدينة، وكانت مدرسة وبتلبس بشياكة، وعلى المستوى الشخصى، إضافة إلى طيبتها ونضافتها ست بيت شاطرة جداً، لكن والدها كان راجل شديد جداً وهى كانت بنت مرغوبة أتقدم لها عريس من أقاربها فوافق والدها عليها وفضله على غيره من العرسان زى معظم أهالى المدن الصغيرة بيفضلوا القريب على الغريب.
والحقيقة حسب ما كانت بتحكى لى ما كانش فيه أى انسجام ولا حب واستمرت الخطوبة فترة وحاولت توصل لأبوها اعتراضها لكنه ما كانش بيسمع منها ولارضى يتراجع عن موقفه، ووقع والدها صريع المرض، وزى ما يكون حب يخلص ضميره من ناحيتها فقعد معاها وهو على فراش الموت وطلب منها أنها تسامحه ولو كانت عاوزة تنهى الخطوبة هو مستعد يحقق لها رغبتها، لكن أنتوا عارفين إحنا شعب ما بناخدش القرارات من دماغنا فى أغلب الأحيان بناخدها بعواطفنا، البنت حست أن باباها عاوز يفرح بيها وأنه مريض وهى عاوزة تفرحه ويمكن خافت تنهى الخطوبة ليموت وهو زعلان منها، أو تكون سبب فى زيادة تعبه ففهمته أنها قابلة الجواز وقرر يحدد ميعاد الفرح ووافقت علشان تريح قلب باباها التعبان، لكن القدر أسرع منها مات الأب قبل الفرح بأسبوع، وكأن القدر كان بيعطيها فرصة للتراجع، لكنها حست أنها كده هتحرج عيلتها وهتتعب والدها فى تربته ، أجلوا الفرح شوية لحد ما فات فترة على الوفاة، وبعدين اتجوزت ، فى الأول حاولت تعديل عيوبه، وفى التانى حاولت تحبه، وفى التالت حاولت تندمج  وتتكيف مع فكرة أنها هتعيش معاه ومع أهله، لكن للأسف كان راجل مهمل، مستهتر، لا بيهتم بشكله ولا بمظهره، بيجيد تعذيبه بكلامه، أرهقها نفسياً وبدنياً بجفاف مشاعره ووضعها دايماً فى مواقف محرجة، وكان بيكيل لها النقد اللاذع ومعايرتها بكل عيب مهما كان صغير زى أنها كانت بتلبس نضارة مثلا، مش كده وبس كان بخيل ووالدته اللى هى حماتها مستعبداها وبتسىء معاملتها،واللى زود الطين بلة أنهما كشفوا بغرض الحصول على طفل يمكن يخلى الحياة أفضل، فطلع عنده مشكلة تمنعه من الإنجاب، وكأى ست مصرية متربية اعتبرت انه من المعيب أنها تظهر ده أدام الناس فتحملت المعايرة من أهلها ومن الناس حتى أهلها أصبحوا بيتحسروا على بختها وشايفين بنتهم معيوبة.
وقتها خالتى اللى هى صديقتها نصحتها أنها تطلب الطلاق مادام لا حب ولا أطفال ولا هى مستريحة فى الجوازة دى، وأخواتها اللى كانت خايفة على سمعتهم اتجوزوا خلاص لكن هى كأى ست مصرية حاولت وحاولت تنجح الحياة والحقيقة ضيعت 10 سنين فى المحاولة، لما وصلت الحياة لحد لا يحتمل فأتجرأت وطلبت الطلاق، وبعد طلاقهم بكام شهر، راح واتجوز طبعا حسرتها كانت كبيرة على وقتها وعمرها وفلوسها حتى ميراثها من أبوها، وبعد كده بسنتين سمعت أن مراته الجديدة حامل بعد ما هددته حماته الجديدة أنه لو ما اتعالجش هتفضحه وتطلب لبنتها الطلاق، وخلف ولد وكانت ضربة قاسية لصاحبتى اللى كانت قربت على الاربعين، والكل طبيعى بعد ما جوزها خلف هيتأكد أن العيب كان منها مش منه، وخاصة أنها وقتها ما رضيتش تفهم حد الحقيقة حفاظاً على مشاعره، وبدأ يتقدم لصاحبتى دى الأرامل والمطلقين من اللى عمرهم تجاوز الخمسين وساعات الستين، وفيه ناس كانت بتقولها بصراحة عاوزينك تربى الولاد، وناس تانية ما كانتش بتخلف ولأنهم اعتقدوا انها هى كمان ما بتخلفش فشافوا انها هتوافق عليهم، لكن غلطة المرة الأولى ما رضيتش تكررها كان عندها أمل فى فرصة أفضل، مع راجل يسعدها وتجيب منه أولاد ولما فات الوقت وكملت اربعين سنة جالها راجل اكبر منها ب6سنين مطلق وعنده 3 أولاد وكان غير التانى خالص، اتجوزته واعتبرته ولاده ولادها اللى عوضها بيهم ربنا .
لكن ربنا عشان كريم وكرمه من غير حدود ما رضاش يحرمها من هبه يديهالها ويكافئها بيها على صبرها وشكرها وتحملها المعاناة والظلم اللى اتعرضت له من الناس، عشان كده بعد أقل من سنة تعبت وراحت للدكتورة لقيت نفسها حامل وبعد ما بقى عندها 3 أولاد بتربيهم بقوا أربعة واحد من رحمها بجد، صحيح الفرحة جت متأخرة، بس لولا أنها ما يأست من رحمة ربنا، كان ممكن تتجوز راجل ما بيخلفش أو راجل كبير مسن يضايق وأولاده يضايقوا لو لقيوا امراته الجديدة هتبقى لهم وريث جديد، إضافة لتعاستها انها هتتجوز راجل اكبر منها ب20 سنة واللى هيبقى بينه وبين القبر خطوات، كمان هى اتعلمت من خطئها الأول وما رضيتش تكرره، عشان كده لو لقيتى نفسك ارتكبتى غلطة أرجوك بعد ما تطوليش فى اتخاذ قرار بإنهاء الغلطة دى قبل ما يفوت وقت طويل ، العمر غالى أوى وكل شىء ممكن يتعوض إلا يوم من عمرك لو راح مش هيرجع تانى أبداً، خلي أملك فى ربنا كبير لو أخر عنك خير فهو لخير أكبر   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق