الأحد، 23 ديسمبر 2012

الحدوتة الخامسة



دى حدوتة عن أختين كانوا زمايلى فى الكلية واحدة من سنى وواحدة كانت معاياى فى الدفعة أه ما أنا كنت أصغر دفعتى لأن دخلت المدرسة 5 سنين، فلحقت البنات اللى كانوا أكبر منى، المهم البنتين من قرية من قرى الدقهلية القريبة أوى من المنصورة، وكانوا من بنات المنصورة الحلوين أوى بجد، البنات دول كان حكايتهم معاياى حكاية، الأول اتعرفت على البنت الكبيرة كانت قاعدة عند ناس قرايبها وكانت من نوع البنات اللى تحب الفشر ، كانت بتدخل المدرج عشان تقعد تحكى لنا عن أولاد قرايبها اللى بياخدوها كل يوم ويفسحوها، وكانت بتلم بنات المدينة حواليها وهما بيتحسروا على بختهم اللى وقعهم فى مدينة جامعية، ووقعها هى فى قرايب رائعين كده، ورغم كده وحبها للحواديت والفشر لكن كانت طيبة، وشخصيتها كانت متناقضة يعنى كانت تلم البنات حواليها، وتقعد تحكى لهم حكاياتها، لكن كانت بمجرد الشلة المميزة إياها من البنات اللى شايفين روحهم تجرى عليهم وتبدأ تتصرف زيهم عشان تبان وكأنها واحدة منهم، وهى فى الحقيقة لا كانت منهم ولا مننا، دى كانت تايهة، كانت انتساب مش انتظام وكانت بتتقرب للمعيدين وبتحاول توصل للدكاترة، المهم بعد سنتين جابت جيد وحولت انتظام، ما كانتش علاقتنا وطيدة قبل سنة رابعة، وقتها بدأت تتقرب منى وتندمج معاياى وناخد تليفونات بعض لأننا من نفس المحافظة، وكنت ما بين الحين والآخر أقابل أختها الصغيرة اللى كانت معانا فى نفس الكلية، المهم خلصت السنة وأنا فى التمهيدى كنت دايماً بأقابلها وعرفت أن لها أخوال فى استراليا مهاجرين من زمان، ولأنهم كانوا ممتنين لأم البنتين اللى هى كانت أختهم الكبيرة واللى قامت على تربيتهم بعد ما أمهم ماتت وساعدتهم ، وعشان كده أخوالهم كانوا ممتنين وقرر الخال الأكبر يشترى شقة ويفرشها كويس ويقعد فيها البنات لحد ما يخلصوا دراسة، وبالفعل البنتين قعدوا فى الشقة، لكن المشكلة كانت أنهم قاعدين لوحدهم، لأن خالهم ما كانش بينزل مصر إلا كل خمس سنين، وكمان كان مفتقدين الرعاية بتاع الأب والأم، واللى لاحظته من مقابلاتى لأختها الصغيرة أنها كانت مسيطرة عليها بشكل مش طبيعى، وفضلنا ننقطع عن بعض شوية ونتواصل شوية، لحد أجازة السنة التمهيدية اتصلت بيها وطلبت منى أنى أزورها فى شقتهم، والحقيقة كان عندى كورس فى القاهرة ومحتاجة استقر كام يوم فى القاهرة، ووافقت ولما قعدت مع البنات دول يومين لقيت حياتهم خروجات فى خروجات وصح انطباعى أن البنت الصغيرة مسيطرة كلياً على البنت الكبيرة، ولقيت عندهم شبكة علاقات متشعبة أوى، وعرفت أنهم بيحاولوا يبقوا زى بنات القاهرة، لا ومش أى بنات دول عاوزين يعيشوا زى البنات المتحررات اللى ماشيين بدماغهم واستغربت أوى أن أهلهم سايبنهم كده، وأن أهلهم لو سايبنهم ثقة فازاى البنات دى كانت فاهمة الحرية بالشكل ده، وما احسنوش استغلال الثقة، وصحيح القصص كانت عبارة عن مقابلات فى نوادى وخروجات وبس مع شباب، لكن أنا كنت شايفاهم ضايعين ، وخاصة لما أخوهم اللى أصغر منهم شاف الوضع واعترض ، وحصلت مشكلة زى ماعرفت منهم والبنت الصغيرة قدرت تستصدر أمر من أبوها أن أخوها يرجع تانى البلد ويسيب لهم الشقة، ومش كده وبس دى البنت الصغيرة اشتركت فى برنامج بيتيح التبادل بين المصريين والجانب وسافرت كندا وقعدت مع عيلة كندية واتصورت معاهم وفى الصور لقيتها مش محجبة، وقاعدة مع راجل غريب اللى هو صاحب البيت وأولاده بالبيجامة، ولما رجعت اتصلت بيا وطلبت تزورنى هى وأختها فقبلت واستضفتهم فى بيتى وكعادة البنت الصغيرة مش عاجبها العجب ولا الصيام فى رجب، البنات دول وقعوا فى قصص حب غريبة جدا ابتداءا من زمايل النادى لحد رؤساء العمل، لحد صاحب بابا عمو فلان، لحد الراجل المطلق من جيرانهم، وكان بينهم وبين الزلل والوقوع فى الهاوية أقل من عقلة الصباع ، طبعا سامحونى ما أقدرش أحكى اسرارهم، على فكرة هما اتجوزوا وخلفوا وقبلها اتعينوا، لكن أنا متأكدة من حاجتين الحاجة الأولى ما تعتقديش أنك هتقدرى على الشيطان الشيطان بيقدر على الفرد، بس مش بيقدر على الجماعة احتمى بأهلك، وأخواتك وعيلتك، وأوعى تكونى فخورة بأن مفيش حد يرعاك أو بلغة البنات دول يكبس على نفسك، يابنتى حب الأهل ورعايتهم عمرها ما هيخنقك، لكن اللى ممكن يخنقك هو الحبل بتاع الحرية غير المسئولة اللى اتسابتلك على الغارب هتتخنقى وتخلصى، مش معنى أن البنت اللى لفت ودارت فى النهاية لقيت حد يتجوزها، دا معناه أنها سعيدة، وعاشت حياتها زى ما بعض البنات بتعتقد وفى الآخر لقيت اللى يجوزها، أو تبقى زى ما بعض البنات بتعتقد هما دول اللى بيتجوزوا، يا بنت سبحان الديان ، ما هتعمليش خير ولا شر فى حياتك إلا لما الرقيب اللى عينه لا تغفل ولا تنام يسلط عليكى اللى يخلص منك، صدقينى بكرة لما تكبرى وتعقلى هتعرفى أن كل ده هبل وهتزعلى من نفسك أنك ضيعتى برائتك وأحلى أيام عمرك فى تسلية شوية أوغاد كانوا شايفينك لقمة سهلة، أو لبانة كل واحد يمضغها شوية وسورى فى النهاية يتفها، ودا بالات هتحسيه لو لقيتى الراجل اللى اتجوزتيه بيخونك، أو لقيتى حياتك تعيسة، أو ربنا بعتلك بنت وعملت معاكى نفس اللى عملتيه مع أهلك، وفى حاجة كمان القصص اللى بتمر بيها وأنت صغيرة بتعمل فيكى حاجتين أما لو بتحبى أولادك هتبقى شكاكة أوى وتجننيهم بشكك خوفا منك عليهم ليقعوا فى اللى وقعتى فيه، وأما أنك هتبقى مستهترة جدا لدرجة تضيعك وتضيعهم البيوت ما بتتبناش بست كان بنت دايرة على حل شعرها، البيوت بتتبنى ببنت كانت طول عمرها بتتقى ربها فى نفسها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق