الاثنين، 26 نوفمبر 2012

الحدوتة الأولى

كنا وأحنا فى المدينة الجامعية عاملين جماعة اسمها جماعة السلم، يعنى يعنى جماعة مالهاش مكان غير سلم المدينة، ليه؟ عشان خاطر كل ما كنت بأسكن مع حد وكان بيلاقى الأوضة بتتملى ناس وضيوف ومش عارفين لا ننام ولا طبعاً فيه مذاكرة والشاى والسكر بيخلصوا والأوض (الغرف) التانية بتشتكى من الصوت عندنا ، وخاصة أن كل اللى بيجوا يا زعما سياسيين ههههههههه يعنى بيتكلموا فى السياسة والثقافة والحاجات دى وبيشبطوا فى بعض زى اللى فى التلفزيون بالظبط وبيقولوا عنهم النخبةيا أما بيعيطوا ويشحتفوا ، وطبعا كان من رأى شركائى فى السكن أن المفروض أركز فى مذاكرتى وبس أهلى مش جايبينى هنا وصارفين عليا قد كده عشان أقضيها كلام وحواديت وغنا ورقص، تقولوش دخلت الجيش.
المهم ما تفهمونيش غلط أنا لا كنت بتاعة سياسة ولا بطيخ بالعكس أنا كنت بأحب الهيصة وأقروا لى فى مدونة بس ورحنا عاملين ثورة عشان تتأكدوا من أنى ما باحبش السياسة خالص ولا لى علاقة بيها، أه نرجع لموضوعنا البنات بقى كانوا شايفينى المستشارة العاطفية بتاعتهم، بتاعة اجتماع بقى وبأحب اسمع الحواديت وكل يوم أشترى مناديل وهما يجوا عندى يعيطوا ويشحتفوا ويخلصوا المناديل والشاى والسكر وأريحهم بكلمتين وأقولهم وصفات والغريبة أنها كانت بتنفع معاهم أزاى ما أعرفش والله، أنا كنت وقتها لا جربت ولا ليا فيه، يمكن كتر القراءة، أو متابعتى للنوع ده من المشاكل فى التلفزيون والمجلات وبريد الجمعة وكده، ويمكن لأنى من يوم يومى فصيحة وباحثة اجتماعية بالفطرة، القصد، جماعة السلم دى اللى كانت برئاستى يا أما عملت مخططات ووقعت عرسان ، يأما طفشت عرسان والحواديت هتعرفكم إيه اللى كان بيحصل بالظبط.
حدوتى الأولى هى لأحلام بنت من الفيوم لذيذة وعسولة عاملة زى الموجة الهادية جميلة وشيك وبنت ناس، كانت زميلتى فى التخصص وقربنا من بعض أوى فى سنة ثالثة كلية، كنا دماغ زى بعض نحب ننام الصبح غالباً وما بنحضرش معظم المحاضرات ونروح التدريب واحدة شايلة القلم والتانية شايلة الأجندة بالتبادل، وكنا ساكنين فى مدينة جامعية بعيدة شوية عن الكلية هى سكنت فيها عشان شالت مواد وأنا سكنت فيها عشان آزر أصحابى، أه والله كنت جايبة جيد جداً بس صحباتى كلهم شالوا مواد تقريباً دا تأثير وشى الحلو عليهم، أو يمكن ربنا نجحنى عشان كنت بأشيل همهم وأسقيهم من الشاى بتاعى وأمسح دموعهم بمناديلى، المهم أحلام دى بقى كان اللى يشوفها يقول ملاك ماشى على الأرض، ولا حدش يتخيل أنها عايشة قصة حب جبارة، مع فتى الفيوم الأول.
التفاصيل: البنت من وهى فى ثانوى كان فيه ولد كل البنات بتحكى عليه فى بلدها كان شبه أميتاب باتشان كده، الواد الأمور الروش بقى اللى مدوب قلوب العذارى التقيل الواثق من نفسه، آه ما أنتو عارفين النوع ده مدمر، وكلنا بنقع فيه علطول، وطبعاً أحلام كانت من البنات المؤدبين وفوق ده وده كانت شايفاه فوق مستوى توقعاتها، لأن البنات بتترمى عليه، الأصعب بقى أن مامتها كانت مديرة المدرسة الثانوى وأختها اللى أكبر منها بسنة واحدة كانت زى ضلها يروحوا سوا ويرجعوا سوا.
عمنا خالد أعجب بأحلام وأدبها وأعتقد أنها بتتقل عليه، ولأنه الواد اللى شايف نفسه أنه لا يقاوم قرر يوقعها وأتراهن مع زمايله كمان، وابتدت المعاكسات العادية البسبسة والكلام الحلو، والحاجات دى، مانفعش أو يمكن كانت مرحلة تمهيدية، خلو بالكم ما كانش الموبايل بقى مع أطفال الابتدائى زى دلوقتى أنا بأحكى لكم عن 96 ودى سنة كان الموبايل فيها إشاعة وحاجة مقتصرة على السيد رئيس الجمهورية والسادة الوزراء، المهم التليفون أبو قرص ده تعرفوه يا حلوين أهو أتصل عليها منه والبنت كانت لوحدها فى البيت فردت وبدأت المناوشات والولد بدأ بالخطبة التمهيدية أنها لفتت انتباهه بأدبها وتقلها وجمالها والقصص دى لحد ما قالت له بطل معاكسة فقال لها فيه واحدة تتكلم مع جوزها كده، وواضح أن دى الجرأة اللى شنكلتها.
وبعد كام مكالمة دابت أحلام تماما وبدأت تنسجم وتتجاوب معاه فى المكالمات وتستناها وتتلهف عليه وتشجع اللى فى البيت أنهم يخرجوا عشان تنفرد بالتليفون، والواد رغم أنه كسب الرهان إلا أن أحلام شدته برقتها وشخصيتها الهادية فاندمج هو كمان، وبدأت قصة حب وبعد سنة من المناوشات والمكالمات اتطوروا لمقابلات خاطفة ثم تزويغ من الدرس، ثم مشاوير وهمية عشان تقابل سى خالد، وفى سنة أولى كانت الفرصة متاحة أكتر لأحلام وخالد يتقابلوا فى القاهرة العامرة، بعيداً عن نظرات أهالى البلدة الكرام وبعيداً عن مامتها وباباها واختها، لكن مامتها بدأت تلاحظ وزى أى أم عاقلة قربت من بنتها وقالت لها أحنا أصحاب أحكى لى ، وحكيت أحلام لمامتها وطلبت مامتها تقابله، طبعاً لكم أن تتخيلوا أم بتقابل الواد اللى بيضحك على بنتها بقاله سنتين ما كنتش طايقاه لسه متخرج من سنتين ومخلص جيشه وبيشتغل فى شغل مؤقت ولا عنده شقة ولا هيقدر يخطب، لكن الست طلعت عاقلة جداً احتوت الموقف وبدأت تتعامل مع الولد على أنه أبنها وهى فى الحقيقة بتحمى بنتها اللى اتعلق قلبها جداً بالولد.
شجعت الأم الشاب خالد على السفر لتكوين نفسه وبكده تتضمن حاجتين أن بنتها هتكون فى القاهرة فى أمان لأن الشاب هيكون بره جمهورية مصر العربية، والتانية أنه لو جاد هيقدر يكون قرشين ويخطب البنت بسرعة وبكده العلاقة تبقى فى النور فتحمى سمعة بنتها لو مش جاد هتظهر نواياه طبعا لما يبقى معاه فلوس ومش راضى يتقدم، وكمان بدأت توثق علاقتها بأهل الولد يعنى طلبت منه يخلى مامته تزورهم فى البيت عشان تدى طابع اجتماعى وعائلى وأقرب ما يكون للرسمى ودخلت أحلام على حماتها فى البيت والتانية ابدت أعجاب كبير بالعروسة وكل ده وبابا أحلام ما يعرفش حاجة، والموضوع ماشى زى الفل، وسافر الولد عشان يشتغل محاسب فى السعودية وبقى يبعت لأحلام جوابات وأحلام صاحبتى بقت تبعت له هدايا لدرجة أنها كانت بتبيع فى دهبها وتبعت له هدوم وحاجات وبقت تصرف كل مصروفها على المكالمات والجوابات المستعجلة، وطبعا كانت طول فترة غيابه فى منتهى الشوق اللى بيصبرها على فراقه هى الجوابات والمكالمات، وفات سنتين بالفعل ورجع معاه قرشين فى الأجازة بدأ يبنى شقة فوق بيت باباه وقرر يتقدم لأحلام، وبابا أحلام زى أى أب عاوز بناته الاتنين يبقوا زى بعض وكانت أختها الكبيرة أتخطبت لمهندس وكان جايب لها شبكة كويسة وعامل لها حفلة خطوبة هايلة وجهز لها شقة جميلة، وطبعا شروط الأب ما عجبتش سى خالد اللى أخد كلام بابا أحلام على صدره وقعد يشحن البنت ضد باباها، وثارت البنت على أبوها عشان ما تخسرش حبيبها وتدخلت الأم لصالح الحبيب لدرجة أنها عرضت على خالد تساعده من ورا الأب عشان تنقذ  حب بنتها وأهو زى أبنها برضه لكن التانى كبر المسألة واعتبر أبو أحلام هانه وحسب رواية أحلام أن باباها تراجع تحت الضغط وبعت له لكن التانى تمادى واتلكك.
وأختفى خالد فترة صغيرة قد اسبوع وبعدها سمعت أحلام أنه خطب بنت مامته نقتها له وجاب لها شبكة أكبر من اللى كان بابا أحلام طالبها وعمل لها حفلة خطوبة كبيرة، والمفروض كده أنه أعلن رسمياً عن ندالته وأن القصة مش أنه رافض طلبات بابا أحلام لا القصة أنه كان بيتلكك عشان يخلع من قصة أحلام بعد ما أتسلى كذا سنة وحب ياخد بنت ما كانش له علاقة بيها خالص، والمفروض كمان أنه لو عنده دم يهرب أصلا لو شاف أحلام ماشية فى شارع ويمشى من شارع تانى، لكن أتصل بيها بكل وقاحة يحكى لها عن مآساته بأن أهله ضغطوا عليه عشان يخطب البنت دى، وأنه مش قادر يحس بيها وأنه عايش بس لأنه بيحبها.
طبعا سافر ورجع واتجوز البنت إياها فى الأثناء دى أحلام أصابتها حالة نفسية غريبة، لا ما كانتش بتقطع فى شعرها، بس هى كانت بتحب تقصه، وقصته وفضل لمدة سنة ما يطولش وبيتساقط بغزارة ولفت على كل الدكاترة وجلسات وأدوية ووصفات وعلاجات ولا حاجة جابت نتيجة وفى الآخر الدكتور قال لمامتها أن بنتها بتعانى من حالة نفسية ولازم تخضع للعلاج النفسى.
أحب أعرفكم أن أحلام هى كمان أتجوزت من مهندس وخلفت كمان بس مشكلة أحلام أن قصتها مع خالد كسرت نفسها وقلبها، مش كده وبس أفقدتها الثقة والشعور بالأمان وخلتها مش فرحانة بتجربتها الجديدة والحقيقية مع خطيبها وقتها وعلى فكرة أحلام اتخطبت بعد التخرج ب3 سنين مش عشان ما كانش بيتقدم لها عرسان لا عشان ما كانتش قادرة تنسى خالد اللى كان خد مراته وولاده واستقروا تقريباً فى السعودية وأكيد نساها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق