الاثنين، 12 نوفمبر 2012

أبحثى فى طفولتك عن الجذور

 أيوة دورى على جذور مشكلتك فى طفولتك، طفولتنا أهم مرحلة فى حياتنا ودا مش كلام نظرى ، ولا كلام من الأبحاث والدراسات، دا كلام اكتشفت أنه حصلى أنا وصحباتى من اللى أتأخروا فى الجواز أزاى؟ أقولك
أنا عشت طفولة سعيدة جداً ، وكنت مدللة جداً كلت كمية شيكولاته ما كلهاش أى طفل ولبست فساتين واقتنيت لعب وتوك للشعر، وركبت مع بابا وماما مراكب وطيارات ولعبت فوق الجبال ومشيت فوق السحاب لما كنا ساكنين فوق جبل عالى جدا فى اليمن وشربت من عيون المية وجريت تحت المطر استخبى فى الوديان تحت الشجر، كان منغص طفولتى حاجتين أخويا اللى ماما حولتنى لمسئولة عنه طول الوقت، والحرية اللى كانت مسلوبة منى بس لأنى بنت دا غلط ودا ممنوع ودا عيب طبعا دى ماما أما بابا فراجل عسل كان شايف أن كلام ماما صح مادمنا مش هنوجع دماغه وأنها المسئولة الأولى عن تربيتنا.
طيب إيه علاقة التخريف ده بالعنوسة؟
هأقولكم 
1)شكل ماما وهى راجعة من الشغل بتجرى تعبانة عشان تطبخ وتغسل وتنضف البيت دا بعد ماتفوت على الحضانة أو المدرسة عشان تجيبنى أنا وأخويا وأد ايه دا كان بيخليها عصبية ومرهقة، وصورة بابا اللى قاعد مع اصحابه بيضحك وبيتكلم أو بيطلب من ماما طلبات أو نايم أو بيتفرج على التلفزيون أدانى انطباع عن الجواز مهبب لأن وعى الأطفال أكبر من تصوراتنا.
2)ماما أم ممتازة حبت تنمى جوانا عادة القراءة وما كانتش بتسمح لينا طول ما احنا فى مصر أننا ننزل نلعب فى الشارع مالقيتش أدامى غير القراءة وعلى حظى انى نقلت من فرفور الحيران لكتب بابا عن السياسة وكتب عن المستقبل والشخصيات العظيمة ودا خلا أحلامى تكبر بصورة مذهلة وعشان كده رسمت صورة لنفسى أنى شخص عظيم بدون زوج أو أولاد لأنهم هيخلونى بأزعق زى ماما وتعبانة ومشغولة بطلباتهم طول الوقت ، هتقولوا لى انى مبالغة ومفيش طفلة بتفكر كده طيب خدوا دى.
3)وأنا عندى 11 سنة وقعت فى أيدى قصة من عند بنت الجيران اسمها الأمضاء سلوى بطلتها باحثة اجتماعية كان جواها صراع عاوزة تكون باحثة عالمية وبتحب خطيبها ومش عاوزة تجوزه لأن جوازها معناه أنها هتوقف حلمها بالنجاح والوصول للعالمية فاتاكدت جواياى الحدوتة الجواز معناه أنى مش هاحقق حلمى وأقدر ابعتلكم شهاداتى من جامعة عين شمس فى الاجتماع عشان تعرفوا أد أيه انا حبيت سلوى ربنا يسامحها بقى.
4)عمرك وانتى صغيرة حضرتى عملية ولادة أو وقفتى بره الأوضة اللى فيها واحدة بتولد وسمعتى صرخاتها وألمها، أكيد وأنتى طفلة خفتى وقلتى فى نفسك لما تكبرى مش هتتجوزى.
5)أنا كنت بنت متفوقة وماما ما كانش بيعجبها إلا الدرجة النهائية، ولما كنت اجيبها تعتبر دا العادى، بابا دخلنى معامل الكيمياء والاحياء والفيزياء من سن 8 سنين عملت تجارب طلبة ثانوى يعجزوا عنها، وحفظت الجدول الدورى للعناصروغيرها، كل ده كان دايما مخلينى متحفزة للسباق مع حد عارفة بقى الواد الرخم اللى شايف نفسه والاساتذة دايما يشكروا فيه دا كان منافسى الوحيد اللى بيقضى على لحظات انتشائى باى كلمة يمدحوا فيها المدرسين ذكائى على فكرة اتقابلنا من فترة وهو بقى دكتور فى الهندسة ولسه برضه رخم هههههههه.
المهم أن كل ده رسم عندى صورة أنى لو عاوزة أنجح أسيبنى من الجواز خالص.
واكتشفت أن معظم صحباتى اللى عنسوا امهاتهم اتطلقوا أو كان الأب والأم محولين البيت لحلبة مصارعة، أو الأب مات فزوج الأم حول حياة البنت لجحيم، أو أو.........
بس سيبك من الطفولة والمرحلة الابتدائى كل ده بيتغير فى المراهقة مع أول واد يشبه رشدى أباظة. آه أعذرونى أصلى قديمة حبتين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق