الأربعاء، 16 يناير 2013

أحاسيس وشقاوة

ايوة زمان لما كنا طالبات فى الجامعة وكانت واحدة تتخطب، نقعد نهيص لها، ونعمل لها حفلة ولا حفلة خطوبتها ، ونلبس واحدة فينا عريس ونزوقها ونلبسها عروسة ونقعد نزفها، ولما خطيبها يجى ياخدها يفسحها، نترص فى البلكونة ونقعد نصفر ونبسبس ونشاور قال يعنى بنعمل لها جو، ولما ترجع من الخروجة نفتشها تفتيش ذاتى، عشان نشوف جاب لها ايه ، ونترص حواليها على السراير نسمع كل تفصيلة فى الخروجة، واحنا عايشين فى عالم الأحلام معاها وهى عينيها عمالة تشرق وتغرب من الحب والهيام وأحنا بنحب معاها على الريحة، وكل واحدة فينا بقى مستنية بفارغ الصبر أمتى يجى عليها الدور اللى تخرج والباقى يقفوا لها فى البلكونة يشوفوا الفارس وهو واخدها وبيوقف لها تاكسى عشان يغديها كشرى .ههههههههههههه.وزمان برضة كنا بننزل مع العروسة نشترى معاها هدومها ولوازمها صحباتها بقى ولازم نساعدها فى الجهاز، وما أقلكوش بقى كل قطعة هدوم نقضى ليلة وأحنا بنضحك على تصور زميلتنا وهى لابساها. قلة ادب مش كده بس والله ما كنش ده المقصود، كنا شايفين نفسنا عيال وأن الحواديت دى تكسف ، ولما بنتصور واحدة فينا فى المواقف دى وهى مكسوفة وملخومة كنا بنصاب بكريزة ضحك.

كنا كمان لما نشوف اتنين بيحبوا بعض هات يا تريقة عليهم، ولما نشوفه حط إيده عليها نفضل نعلى فى أصواتنا(وشيل إيدك يا سيد) ونبص الناحية التانية ونقعد نضحك، طبعا الحبيبة بيبقوا فى عالم تانى، كنا بنقعد نسمع أغانى أم كلثوم وعبد الحليم وكان كل أغانى الجيل الجديد طلعت بس دول الأصل ونسقف ونغنى ونرقص، أنا فاكرة من كتر حبنا فى الشاى غنينا أزاى أزاى أزاى أوصفلك يا حبيبى أزاى قبل ما احبك بأشرب شاى، دى رائعة أم كلثوم بس بعد التحريف، وكمان كان فيه بنات شطار أوى فى الميك أب واللبس، يبقوا قاعدين شبهنا زينا زيهم يعنى وفجأة يقوموا ونعملها حفلة مكياج بقى ونقعد نرسم لبعض ونضحك.حواديت الحب كانت أهم حواديتنا فى المدينة، وهى كانت تسالى ليالى السمر والسهر، حب ابن الجيران وحب اولاد الخالة واولاد العمة و قريبنا ومعارفنا وكلها كانت حواديت بالنظرات والعبرات وأخرها كلمتين بالإيحاء كده يدلوا على الإعجاب وكل لبيب بالإشارة يفهموا.

كل ما افتكر الزمن ده، واحساسنا بالوقت واستمتاعنا بالحياة، كنا كلنا ورود والدنيا دى جنينة كبيرة، ساعات بأقعد أقول لنفسى لو كنت أعرف أن الضحك هيبقى عزيز وغالى اوى كده كنت ضحكت لما مت من الضحك فى وقت كان الضحك والأمل والتفاؤل بيملوءا كل خلية من خلايانا، كانت تمشية فى ممرات روكسى وايس كريم وشنطة من ممر بطرس، وطرحة من وسط البلد وطبق كشرى بالدقة متعة جبارة، وانبساط باللف على رجلينا لحد ما نبقاش قادرين نقف عليها، ولما حد يعاكسنا فى الشارع يا سلام يبقى احنا بنات مفيش زينا والشباب بيعكسونا، ولما كنا نشوف واحدة حامل ونقعد نقلدها، ولما كنا نتريق على بعض لما واحدة يبوظ منها الأكل أو ما تظبطش الشاى ونقولها هترجع لنا تانى يوم ويقولك انت خريجة أحداث مش مدينة جامعية، كل حاجة كان ليها طعم ، الشمس والمطر، والخضرة والبحر، والمشى والأغانى، والأكل واللبس، والصحبة الحلوة والضحكة اللى من القلب، وبكرة اللى كنا متأكدين أنه هيكون حلو وشايل لنا أمانى وأحلام هيحققها لنا.

عارفة إيه أكتر حاجة استنتجتها لما استعدت الذكريات دى أن وقتها كنا أجمل وبشرتنا ووششوشنا كانت حلوة، ولبسنا مهما كان بسيط وكاجوال كان بيلفت النظر عارفة ليه عشان روحنا كانت أحلى، عشان وقتها كنا متفائلين، ما كناش شايلين للدنيا هم، ما كانش فى قاموسنا لا احباط ولا اكتئاب ولا كلمة عانس ولا كلام ناس سخيفة، ولا كنا متشائمين من بكرة وشايفينه بنضارة سودا، عشان كنا بننام على ضحكة ونصحى على أمل، عشان كنا بنفرح نفسنا بأى حاجة، عشان كنا بنهرب من أى كآبة بأغنية وشوية هيصة ونكتة ولمة حلوة، عشان لما كانت واحدة بتتضايق ولا تزعل نتلم حواليها نواسيها ونخفف عنها وفجأة تنسى مشكلتها ويمكن تقوم ترقص وتغنى، الحياة كانت بسيطة ومن غير تعقيد، من غير هم ولا غم، عشان كده كنا أكثر نضارة، وتصدقى أنا اكتشفت رابط غريب قوى بين الأيام دى والحالة دى والحفاظ على الشباب، سيبك من كل الماسكات والكريمات، الضحك والتفاؤل وتطنيش الكلام السخيف بتاع الناس السخيفة، ومسح كلمة عانس ووضع كلمة شابة متفجرة حياة وحيوية عاوزة تدى للدنيا كل حاجة وتاخد كل حيويتها واشراقها وفرحها ومرحها، ما تخليش التجاعيد تملى وشك بدرى من كتر اكتئابك وحزنك، بلاش تخلى شفايفك تهجر الضحك، ما تحطيش نفسك فى قالب خشب وتسجنى نفسك جواه، بلاش تستخبى انتى مش عاملة عملة، انتى شخص متميز جدا لسه بيملك حريته وإرادته وقراره ولسه بدرى على الاكتئاب سيباه يا حبيبتى لبعد الجواز دلوقتى خططى لبكرة انك هتخلصى شغلك وتخرجى وتتغدى بره وتفرحى وتضحك حتى لو على ذكريات زمان، روحى سينما مع واحدة من صحباتك اقعدوا افتكروا ايام زمان وجمالها، ارجعوا اعملوا كل اللى كنتوا بتعملوه ويفرحكم، ولو كنتى فقدتى شلتك القديمة حاولى تعملى شلة الجديدة انا كنت شاطرة فى الحتة كل ما اخسر عانس من العوانس فى شلتى ادور على البديل عشان ما انحسش المجموعة وصدقينى هيجى يوم وتخرجى انتى من المجموعة وهيكون قريب وساعتها تقولى .............ولا بلاش خلينا نتفائل أحسن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق