الثلاثاء، 8 يناير 2013

جوازى

اتجوزت من 10 شهور، بعد تجربة طويلة مع العنوسة، عشان أكون حيادية جزء منها كان اختيارى ، أزاى هأقولك:-
1)لما تكونى بنت شخصية وليك حضور قوى، وآراء ومبادىء وقضية عايشة عشانها بتوقعى من صفوف المتقدمين ليكى الرجالة التافهة ومعدومين الشخصية واللى ماعندهمش رأى ولا مبدأ ولا قضية والمتسلطين والمغرورين واللى أنا عندهم عالية أوى واللى بيخافوا أنهم يرتبطوا بست ليها شخصية بالمواصفات دى.
2)لما يكون عندك طموح وشايفة مستقبلك بوضوح الشمس، وبتخططى لبكرة بتاعك وحاسة أن الدنيا كلها بصعوباتها ربنا هيذللهالك لما تجتهدى عشان توصلى لتحقيق حلمك، ولما تأخدى خطوات بكل جدية ناحية تحقيق هدفك، وتكونى بتتكلمى عن حلمك وكأنه واقع ملموس بثقة وبإيمان شديد وبفخر، بتكونى كده وقعتى من صفوف المتقدمين ليكى معدومى الأحلام، واللى ماعندهمش طموح وبيدعوا أنهم سايبين بكرة لربنا وكأن التواكل بقى مرادف للرضا بالقضاء والقدر.
3) لما تكونى أنسانة ناجحة فى شغلك ومحبوبة من كل زمايلك ، وكلهم بيثقوا فى رأيك الكبير والصغير، والكل بيحترمك لأنك مع جديتك متفائلة ورزينة وبتدعميهم بدون إسراف أو مبالغة تضيع هيبتك وتشكك الآخرين فيكى أو تطمعهم، هتكونى وقعتى من صفوف المتقدمين الغيورين والفاشلين والرجالة اللى مش محترمة.
4)لما تكونى انسانة معتدلة فى مظهرك و بتشتغلى على جوهرك وبتثقفى نفسك وتضيف لروحك كل يوم معرفة جديدة، هتوقعى من صفوف المتقدمين الرجالة السطحيين والجهلة واللى شايفين البنت فاترينة ميك أب متحركة ولازم تكون أنثى مغرية بلبس روش يشد نظر الراجل.
5)لما تكونى ما بتروحيش أفراح وتتقرب لتنط فلانة وتنط علانة وجارتك سوسو وقريبتك فوفو عشان عندهم عرسان على وش جواز يبقى بتخسر فرص الترشيح لواحد من اللى ما بيتجوزوش الإ لما حد يزقهم على الجواز.
6)لما تكونى فى كل عريس بيجيلك ويقعد فى صالون بيتكم بتقعد تتكلم معاه وتسأليه وتحاولى تتعرفى على أهم أفكاره وتناقشى وتجادلى وتكونى على طبيعتك وصريحة فى طرح أفكارك وأحلامك واتجاهاتك يبقى أكيد بتطفشى كل العرسان اللى ما بيحبوش وجع الدماغ، وجزء منهم بيشوف أن أول مقابلة لو أنتى مش قاعدة خرساء تبقى قليلة الحياء ويمكن قليلة الأدب ويتخاف منك أو هتتعبيه.
7)لما تكونى بسلامتك طموحة وعاوزة تغيرى مش بس مكان سكن العريس فى بيت بابا لأ دا انت عاوزة تغير البلد كلها عشان مستقبل أفضل ليكى أنت وجوزك وأولادكم فى المستقبل تبقى أكيد هتخسرى معظم العرسان المنزلاوية ههههههههههههه وصدقينى أحسن.
8)لما تكونى شخصية بتحب الاستقلالية وبتسمع النصح والمشورة ب برضة فى الأخر القرار قرارك يبقى أكيد بتخسر كل عريس بيبقى ابن أمه.
9)لما تكونى بتحب الاعتماد على نفسك وبتحب تكافحى عشان تحققى أهدافك وأحلامك يبقى خسرتى العريس اللى طول عمره معتمد على غيره وما يقدرش يعمل خطوة من غير مساعدة.

المهم بعد دا كله أكيد كان فيه عرسان ما عجبتهمش لأسباب تانية أنا ما أعرفهاش، وبعد سنين مرت وأنا مش شاغلنى الموضوع اللهم لما بيجى عريس ويمشى وبابا يقعد يلومنى هو وماما على أنى ضيعت فرصة كويسة فى عريس هايل، أو ماما لما كانت بتسمع عن بنت من بنات العيلة اتجوزت وخاصة لما خلصوا البنات الكبار من الجيل الأول وبعدين الجيل التانى وبدأ الزحف للجيل التالت ماما بدأت تتفزع وفزعها ده كان بيجى على دماغى، وغلبت كلام ومحايلة وأفهمها أنى بأعمل مستقبل مختلف، وأن شاء الله ربنا لو كان مقدر لى جواز هاتجوز مش مقدر خلاص أنا راضية بنصيبى وما عنديش مشكلة خالص، كانت بتعتبر ده برود فى تعاطى المشكلة ، عادى دى مش أول مرة كل العيلة قالوا لما دخلت قسم اجتماع فى الكلية انى مش هاتعين ولا هاشوف اى وظيفة وأول ما اتخرجت اشتغلت رغم انى ما كنتش عاوزة، على كل أنا كنت شايفة مستقبلى ومستمتعة بعالمى ومش قلقانة من حاجة، بس ما اكدبش عليكم ساعات كان قلق اللى حواليا بيتسرب لى يعنى لما اكبر وتخلص الأهداف وتتحقق الأحلام هأعمل إيه فى الوحدة، ولما بابا وماما ما يبقوش فى الدنيا هأعمل ايه ، مين هيدعمنى، مين هيواسينى، مين هيزعل عشانى، مهما كان عندى عيلة وقرايب واصحاب أخر الليل هأنام لوحدى، بس لما كان الشيطان بيستولى عليا كنت بأقول هأكفل أطفال أيتام وأخد ثوابهم، ولأن الثورة اللى أنا اشتركت فيها عشان أغير البلد اللى ما كانش عاجبنى اتجوز واخلف فيها ، فى نظرى باءت بالفشل أو على الأقل لسه كتير لما تظهر ثمارها، فكنت قررت خلاص ألم خلاجاتى على رأى الصعايدة وأخلع، وبدأت أراسل جامعات فى لندن عشان أسافر وأكمل وبصراحة ما كنتش ناوية أرجع إلا لما أحقق ذاتى وأنفذ كل أحلامى، ولقيت جامعة عارضه منح فى تخصصى للطلبة العرب، ومليت الابلكيشن وحاولت ابعته النت علق، كنا 8 يناير يعنى زى النهاردة، وتانى يوم كان عندنا امتحانات فى المدرسة اللى كنت باشتغل فيها ولأنى عضو نشط حطونى فى الكنترول، واشتغلت ورجعت مهدودة صليت المغرب وقلت أنام وأصحى أبعت الطلب للجامعة إياها، وبعد ما رحت فى النوم بشوية لقيت التليفون بيضرب عادة كنت باعمله صامت قبل ما أنام لكن ما أعرفش إيه اللى خلانى أسيبه مفتوح، المهم لأن اللى بيتصل كان لحوح وكان رقم غريب ما اعرفوش فقررت أرد رديت قالى انا الاستاذ فلان، بينى وبينكم ما كنتش مستوعبة مين ده قلت له اهلا وسهلا وخدت بتاع كام دقيقة قبل ما استوعب ان ده زميل فى مدرسة من المدارس اللى كنت باشتغل فيهامن كذا سنة، فى الاول توقعت انه بيوصى على بنته فى الامتحانات لأنه كان كلمنى مرة عشان ينقلها عندنا والحقيقة عمرى ما كان فيه بينى وبينه اكتر من سلام عليكم عليكم السلام ، بدأت أفوق لما لقيت نبرة صوته جدية جدا وكانه هيكلمنى فى كارثة، أنا هاكلمك فى موضوع ماترديش الا لما تفكرى، الحقيقة اعتقدت أنه هيطلبنى للجواز وبدأت اجهز فى دملغى الرد العنيف اللى هارده عليه، لقيته بيكلمنى عن حد تانى عاوز يشوفنى ويتعرف عليا وبسرعة لأنه مسافر القاهرة بكرة ، والله العظيم انا مستغربة لحد النهاردة انى ازاى قلت له هاسال بابا واكلمك بعد ربع ساعة اقولك هنشوفه ولا لأ، لأن رد فعلى الطبيعى فى المعتاد أن انهى الموضوع فوراً واعتبره إهانة واستهتار بيا وأغضب من الشخص اللى بيكلمنى دا لو ما كنتش هاكلمه بشكل فيه لوم .
طلعت الدور التانى من بيتنا ولقيت البيت كله نيام دخلت أوضة بابا وماما لقيتهم فى سابع نوم أصل الجو كان برد أوى يشجع على النوم، صحيت ماما وقلت لها صحت بابا اللى راح مقلوبة على جنبه التانى وقالى خليه يجى بكره، لكن ماما ما صدقت انى انا اللى طالعة اعرض الموضوع بنفسى، صحته وقالت لى خليه يجى ، قلت لها لا هنشوفه بره عشان لو حصل رفض ما يبقاش فيه إحراج، وبالفعل كلمت زميلى على الرقم اللى كان مكلمنى عليه وقلت له نتقابل بعد ربع ساعة فى كافيه فى وسط البلد، وبالفعل رحنا وقعدنا شوية وجه زميلى ومعاه شخص يشبه توفيق الحكيم، وقدم نفسه على أنه موظف، ومن اللحظة الأولى قررت إنى هأرفض وقررت أنى أكو براحتى جدا ما خلاص العملية بايظة بايظة، الغريبة رغم أنى اتكلمت عن طموحى وعن الثورة وعن أهدافى وكنت صاحية من النوم زى ما قلت لكم لكن العريس أعجب بيا وبعد ساعة من الجدل والنقاش والكلام الحماسى اللى كنت بأقوله مش بس عشان أنا مؤمنة بيه لكن عشان تجاربى السابقة بتقول أن الكلام ده وصفة متجربة بيطفش أى عريس فورا، لكن حصل العكس تماما ولقيته خد بابا على جنب وطلب يجى تانى يوم يقرأ الفاتحة ودلوقتى بعد سنة على الواقعة دى وبعد 10 أشهر من الجواز بأقولك بكل ثقة خليك مؤمنة بعدالة ورحمة ربنا، وطول ما أنت بتراعى ربنا عمره ما هيسيبك ولا يضيعك، وعمرك ما هتكونى ماشية فى سكة خير وتلاقى فيه شر، أنا لقيت فى جوزى الراجل الداعم الحنون المحترم اللى بيقدرنى وبيحترمنى وبيفخر بيا وحريص على مستقبلى يمكن أكتر منى ولما بأتأخر فى شغلى فى رسالة الدكتوراه بيقعد يشجعنى وهو اللى شجعنى على أنى انشر كتاباتى لأنه شاف انى موهوبة، ورغم أنه أتفاجأ أنى ست بيت شاطرة وبأعرف اطبخ وأغسل وأكنس وأمسح والحاجات دى عمره ما تخيل إنى بأعرف فيها لكن هو شايف أن الأصل فيا جوهرى اللى بيحبه وبيحب شخصيتى وبيقول عنى كنز، فصدقى لو كنت بأرسم صورة لجوزى لا يمكن كانت هتطلع بالدقة اللى رسمها لى الخالق أخر نصيحة الزمى الدعاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق