السبت، 18 يونيو 2016

التجربة الأولى



وحشتونى ووحشتنى مدوناتى وكلامى معاكم، بس معلش شغلنى عنكم الشديد القوى كنت بأخد الدكتوراه والحمد لله أخدتها بمرتبة الشرف الأولى مع توصية بالطبع والتداول، وكان فيه شوية قرارات وخيارات وتعديلات فى حياتى الاجتماعية لازم اعملها، ودلوقتى ندخل فى المفيد أو بمعنى أصح تمهيد لحوارات كتير هاكلمكم عنها، اعتبروا دى المقدمة.
التجربة الأولى لكل شىء حلو أو مر فى حياتنا هى أصعب التجارب وساعات بتكون أسعد التجارب، ساعات بتخلينا طايرين فى السما ونحس أننا ملكنا الأرض وساعات بتكسر وتحطم جزء جميل مننا، وكل التجارب دى هى احنا هى أجزاء شخصيتنا، هى اللى بتوصلنا للنجاح أو الفشل، للأنجاز أو الإخفاق، للجرى أو الثبات فى المكان، ومن رحمة ربنا بينا أن التجربة الأولى بتتنوع بين الحلو والوحش ، لكن لأن التجربة الأولى لها خصوصية شديدة بيتلخص فى أنها لو اتكررت تانى عمرنا ما هنحس بالفرح أو الانكسار اللى حسيناه فى المرة الأولى هنكون خدنا حصانة واتعودنا ومش متفاجئين ولا منبهرين بالشعور ده والعمليات الكيماوية فى جسمنا بتتوقف عن التفاعل السريع مع التجارب المتكررة فى حياتنا وما بتحصلش زى ماحصلت فى المرة الأولى، وافتكرى كل مرة حصلك تجربة أولى مع حاجة، مثلا لما ترجعى بذاكرتك لورا من اول مرة وقعتى فيها واتعورتى، شفتى حاجة بتخوفك، حصلتى على عروسة او دبدوب أو حتى حتة شيكولاته، وأول مرة رحتى المدرسة ودخلتى فصل غريب فيه عيال أغراب ومدرسين بيزعقوا ويشخطوا وينطروا، وأول مرة اتذنبتى عشان الواجب اللى ماعملتيهوش، او حتى انضربت عشان تصرف غلط عملتيه والولاد فى الفصل فضلوا يعايروكى، واول مرة كان عندك صاحبة واول مرة خاصموكى اصحابك ونبذوكى، وأول مرة حصلك حادث البلوغ، وأول مرة حسيتى فيها انها بتكبرى وبقيتى بنت، واول مرة لبستى جزمة بكعب، واول مرة حطيتى روج او ميك أب على وشك وانتى خارجة ، وأول مرة دخلتى الجامعة ، وأول مرة رحتى على وظيفتك واول مرة حبيتى واول مرة انكسر قلبك، وكل ده ما كسركيش، صحيح جطم جزء منك ، او حتى اجزاء وبنى مكانها أجزاء تانية أقوى وأجمد زى جلدنا وعضمنا ما ينشف ويبقى أقوى مع كل تقدم فى عمرنا عشان يتكيف مع الظروف الجديدة اللى لازم نتحملها، لكن من فضل ربنا علينا أن حتى فى التجارب الأولى السيئة اللى بتوجع بتخلينا بعدين نتكيف مع الوجع بالتدريج، وفى كل مرحلة من مرحلة حياتنا التجربة الأولى بتختلف لكن اهميتها فى المرحلة العمرية دى بيبقى هو هو  يعنى الوقوع وانتى صغيرة وان رجلك او ايدك يتعوروا هو هو نفس الوجع لما تكبرى  وتحسى بآلام البلوغ أو الفشل فى امتحان، أو الفشل فى قصة حب، أو كلمة عانس لما تسمعيها بتتقال عنك لأول مرة، بس احنا لما نكبر بننسى اننا مرينا بتجربة اولى صعبة فى عمرنا اللى سبق المرحلة العمرية اللى وصلنا لها ودا برضة من رحمة ربنا اننا ننسى بعض التجارب الأولى ونتكيف مع ألمها ونعتبرها حاجة عادية حتى مش مؤلمة دا احنا حتى ساعات ما بناخدش بالنا من حدوثها لينا، يمكن لاننا لما بنكبر التجارب الأولى الصعبة بتكبر والحلوة برضة بتكبر لأن طموحنا بيكبر، وتقديرنا للأمور بيتغير ، المهم من كل الحوار الفلسفى اللى صدعتك بيه ده حبيبتى العانس عاوزة أوصل لحكمة واحدة بتقول أن التجارب الأولى السيئة أو الحلوة مش لازم تكسرك أو تعيشك فى وهم، لازم تتعلمى من الأتنين بلاش احساس منهم يستغرقك للآخر أوى عشان الوجع ما يبقاش أوى، عشان ما تضيعيش بقية الحاجات المهمة فى الحياة عشان وجع حصلك أو فرحة مرت بحياتك، ربنا بيعمل لنا كل حاجة لخير والخير الأكبر اللى بيحصل من ورا كل التجارب هو أننا لو خلينا التجربة الأولى تمر من غير ما تكسرنا أو تغير الحلو اللى فينا ، هتمر ولما هتتكرر تانى هنبص عليها على أنها شىء عادى ، وهنمر بتجارب أولى تانية أصعب وأحلى وبرضة هتمر لأن دى سنة الحياة، ازعلى وأفرحى باعتدال خير الأمور الوسط لما تحبى ما تحبيش أوى، عشان ما تنجرحيش أوى، وما تعلقيش حلمك بحد أو بحدث ولا تبنى حياتك على حدث أو على حد ، وأفهمى كويس أوى طول ما انتى عايشة وبتقاومى هتقدرى بفضل ربنا تغيرى أحداث حياتك والأشخاص اللى فيها سواء انتى غيرتيهم أو هما اتغيروا لوحدهم، ومش هيفضل فى الآخر جوه ذاكرتك الا الاستفادة من تجارب أولى صعبة تقويكى فى بقية حياتك، وتجارب حلوة تخليكى تبتسمى لما تفتكريها ، والتجارب الصعبة والحلوة اتوجدوا عشان يساعدوكى تمرى بالأصعب والأحلى ومعلش رجعتلكم بشوية فلسفة لسه عايشة دور الدكتورة بقى المرة الجاية هاحاول ارجع خفيفة الدم تانى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق