لما وقعت فى الجوازة الغلط كنت حاسة أنى غرقت فى البحر جوازتى جت متأخر واللى اتجوزته ناس كتير كانوا حاسدينى عليه منصب ونفوذ وشهرة وفلوس وكل الناس وقتها قالوا دى صبرت ونالت وهو كمان لا بيشرب سيجارة ولا غيره وبيصلى ويقرأ قرآن، لكن حياتى معاه كانت باردة كأنى كنت عايشة مع شخص غريب عنى وحرفيا ملناش أى ذكريات سوا رغم أن جوازنا أستمر 3 سنين لا عيد فطر ولا عيد أضحى ولا شم نسيم ولا مصيف ولا مناسبات عائلية ولا عيد جواز ولا عيد ميلاد، فى كل وقت كنت لوحدى أو مع أهلى حتى فى الأزمات الصعبة كان بيبقى شايف أنه مجبر أنه يكون معايا ماكانش فيه مشاعر ولا دعم نفسى خروجاتنا أما شغل أو للسفر، من أول شهر كنت عارفة أننا مش هنكمل سوا مش دلع ولا تنمر ولا بطر على نعمة الستر لكن لأنى فعلا كنت بأشوف العجب فيه حاجات للأسف ما ينفعش تتحكى، المهم أن الدنيا فضلت من سئ لأسوأ وبدأ الأمر يتحول من أزمة نفسية لأزمات صحية وبدأت ألف على الدكاترة وتشخيص غلط ورا تشخيص غلط كنت مش بأعمل حاجة غير أنى أخد مسكنات لمعدتى اللى كانت بتتعبنى من شرب المية ودراستى اللى ضاعت.
كنت فى أزمة كبيرة أزاى أكون أول مطلقة فى العيلتين، وأزاى أكسر قلب بابا وماما وفى بلدنا الطلاق كان مازال حدث كارثى، وكلام الناس والنقاشات والأسئلة والدربكة اللى هتحصل فى حياتى و3سنين من حياتى ضاعوا وهأكمل حياتى أزاى وأنا هأكون دكتورة علم اجتماع ومطلقة يبقى أنصح الناس يعدلوا حياتهم أزاى وأنا نفسى فشلت فى تعديل حياتى ، كل ما كنت أفكر أنى داخلة على الأربعين قربت أخسر فرصتى فى الأمومة وعايشة حياة بائسة وبأعانى من شريك فيه كل العيوب اللى لو أتقالى على واحدة منها فى أى عريس متقدم لأى واحدة من صحباتى كنت هأقولها فورا أرفضى .
كنت ساكتة لمدة طويلة ومش بأحكى لحد حتى أهلى لكنهم طبعا كانوا فاهمين الموضوع ما بقش مستخبى على حد طول الوقت يا أما معاهم يالوحدى فى شقتى تمر الأيام من غير تليفون مفيش مصروف للبيت ومرتبى كله بيتصرف على البيت وأهلى متكفلين بيا فى كل حاجة فحوصاتى للخلفة كلها سليمة والطرف التانى لا وقته كله بره البيت عند والدته أو فى شغله الحقيقة أنى كنت لسه عانس بس اللى أتغير البطاقة وأنكتب فيها متزوجة وهأكملكم المرة الجاية باقى الحدوتة
